الزكاة فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين فريضة الزّكاة طهرةً للنّفس من الذّنوب والخطايا، وسببًا من أسباب زيادة البركة في الرّزق، وقد قرنت الزّكاة في أكثر من آية مع الصّلاة التي هي أهمّ أركان الإسلام، وفي هذا إشارة إلى أهميّة هذه الفرضيّة وتلاقيها مع فريضة الصّلاة في كثيرٍ من المعاني، فكلا العبادتين تطهّر المسلم من الذّنوب والخطايا، كما أنّ كلا العبادتين تؤدّيان إلى زيادة الرّزق ونمائه.
كيفيّة صرف أموال الزّكاة لقد وضعت الشّريعة الإسلاميّة منهجًا واضحًا في كيفيّة جمع أموال الزّكاة من المسلمين، فمن بلغ ماله نصابًا يعادل خمسة وثمانين غرامًا من الذّهب، ومضى على هذا المال حول، استحق عليه في نهاية الحول مقدار معيّن بحسب الصّنف الذي يراد تزكيته، كما حدّدت الشّريعة الإسلاميّة المنهج الواضح في كيفيّة دفع أموال الزّكاة إلى مستحقيها بتحديد مصارف الزّكاة المعتبرة شرعًا، وكلّ ذلك من شأنه أن يضمن وصول الأموال إلى مستحقيها، وهذه المصارف هي:
- الفقراء والمساكين، فهذا المصرف هو من أهمّ مصارف الزّكاة على الأطلاق، فالفقير هو الذي لا يجد قوت يومه أو هو من لا يكفيه قوته إلّا لفترةٍ بسيطة، أمّا المسكين فهو أحسن حالًا من الفقير لأنّه يجد قوت يومه ولكن لم يبلغ مستوى الكفاف.
- العاملون عليها، فجمع الزّكاة من النّاس يحتاج إلى رجالٍ يقومون بمهمّة جمع الأموال واحتسابها، والذّهاب إلى بيوت المحتاجين وتكبّد المشقّة والعناء في سبيل توصيلها، وكلّ ذلك بلا شكّ يحتاج من العامل في مجال الزّكاة تفرغًا، وبالتّالي يستحق على ذلك الأجر فيُدفَع له من أموال الزّكاة.
- في الرّقاب، فمن مصارف ووجوه دفع زكاة الأموال أن تدفع إلى شريحة الأرقّاء المسلمين في المجتمع، والذي يرغب في مكاتبة سيّده حتّى يحرّر نفسه ويعتقها.
- الغارمون، فلم تغفل الشّريعة الإسلاميّة شريحة الغارمين في المجتمع وهم الذين تبلغ ديونهم حدًا لا يستطيعون فيه سدادها، فيعطَون من أموال الزّكاة ما يقيل عثرتهم، ويفرّج كربهم.
- ابن السّبيل، وقيل في ابن السّبيل إنّه المسافر الغريب الذي انقطعت به كلّ السّبل، فلم يجد ما يعتاش عليه فيعطَى من أموال الزّكاة ما يفرّج عنه همّه ويشعره بتكافل المسلمين معه.
- المؤلّفة قلوبهم، وهم الذين تدفع لهم أموال الزّكاة لتؤلّف قلوبهم على حبّ الدين فيرغبوا في الدّخول فيه.
- في سبيل الله، وقد تكلّم العلماء المسلمون في هذا المصرف فقيل إنّه يقصد به كلّ عملٍ ابتغي فيه وجه الله، وقيل إنّه الإنفاق في الجهاد في سبيل الله تعالى.